الخميس، 12 أغسطس 2010

الحب لا يباع ولا يشترى



ماذال نهر الحياة يفيض بكلماته العذبه وما ذلت أبحث بين الفتيات عن تلك الحورية التى نزلت لترتوى من هذا الشهد المدسوس بين شاطئى الهوى . إن إيمان المرأة هو هذا الحب السائل بين ضافتى ، ها هنا السبيل الهين السهل ، الذى يوصل المرأة إلى زروة إيمانها . هنا تجلس الفتيات تتأمل النيل يلمع فى مجراة الأخضر . وإنها الساعة التى تستنشق فيها الفتاة بملء رئتيها وتعرض شعرها المرسل وزراعيها العاريتين للشمس لتلتمس الوسيلة بحثاً عن الشهد الذائب بين تلك المياة .

 
ماذلت منذ طفولتى أتحسسها.....أنتظرها.....لم أجد تلك الملكة التى أتوجها بتاج من نور لتجلس على عرش مملكتى ... إنى إفتقدتها نعم لم أجد من تريح لى بال ... من تسمعنى ...نعم لم أجدها ...لم أجد تلك الحورية حتى الأن أبحث عنها بين شواطئ البحور والرمال أتحسسها فى أشعارى ، أرسمها بريشتى على تلك اللوحه المعطرة بالياسمين .وإنى مريض بالهوى وخالق الداء ما خلقة إلا وجعل له دواء . أليس لمثلى أمل فى إجتياز أعتاب تلك المنطقه الساميه التى يسمونها الحب . هل كتب على إلى الأبد أن أبقى خارجها أتطلع إليها ؟ بأى حق يزرع اليأس فى قلب من يريد وجهة؟ بالفعل إنى أشتاق للهوى ولكنه كيف يلقى بزوراً فى أرض لم يهيئها ربها للإنبات والإزهار ؟ ولكنى أعتقد أن كل نفس إنسانية قد هيئها ربها لإلتقاط أطيب البذور ، وأعدها لإستقبال نور الجمال ولكن العبرة بالباذر والأمر كله مرهون بقدرة الكاشف عن أسرار الحسن العلوى .

ما أشقانا نحن بنو أدم لقد كتب علينا العمى ونحن نحسب بأن لنا عيوناً مبصرة فإننا لا نبصر حقيقة الأشياء إلا بعيوننا الداخلية ولا بدرك حقيقة الأمور إلا بإتصالها ، وإصطدامها بجوهر مشاعرنا .

لقد مكثت مدى طيله حياتى أبحث عن تلك التى يسمونها حبيبتى لأتغنى معها ، لنعزف سوياً تلك الإنشودة تلك السينفونيه الرائعة التى تاهت عن أعين العشاق . فإن الحب غريزة قد غرسها الله عز وجل فى قلوبنا وإنه من حقى أن أحلم به ، أَعلم أن القدر سيقوده إلى ولكن متى ؟ ولكن متى وأنا الأن وفى تلك الفترة من العمر أبحث عن تلك الثمرة الرطبه لأقطفها وأتزوق طعمها .

لقد ألفت من أجلها العشرات والعشرات من القصائد ورسمت لها صورة جميله ليست كأى صورة ولكنها بريشه فنان مخضرم فى فن الرسم .ولكنى أتجشم من أجلها الأخطار والأهوال .
متى يأتى على زمان أجدها فيه ، لكى أبوح لها بما هو مدفون بداخلى وما يطفو على وجه ميائى العزبة فلو رأيتها أمامى لتخليت عن كل شئ ومزقت تلك الأغلال المقيد بها لسانى وقل لها

(" إنى أحبك يا ...... أحبك أكثر من حياتى ، وأكثر من ذاتى ! من أجلك لفظت شفتاى المرسوم عليها الصمت ما لاينبغى أن يسمع .... ما أجلك إضطربت نفسى ، وتفتح قلبى وإنبعثت منه أفكار كأنها ينابيع دافقه يرددها الطير والحمام وتعزف سينفونيتها تلك الغزلان ، من أجلك مشيت الليل والنهار خائضا غمار أرض يسكنها العفاريت !!!!! من أجلك سرت بقدمى العارية فوق أكاليل من لهيب . نعم أحبك ، لا على مثال هؤلاء الرجال الذين يجيئون محترقين فى مطالب الجسد كأنهم الذئاب الضاريه ، أو الثيران الثائرة إنك محبوبة لدى هؤلاء ، ولكنه حب السبع للغزاله ! إن غرامهم المفترس يفتك بك حتى قرارة نفسك . أما أنا أيتها الحورية ، فإنى أحبك حب الروح ، حب الحقيقة !..أحبك فى الله ، ولدهور الدهور . إن ما أحمله لك فى صدرى هو حرارة الحق ، وإنى لأعدك بما هو خير من تلك النشوة الفانية ، والحلم الذائل ، أعدك بأفراح فى السماء ! .. إن النعيم الذى أتيك به لا ينتهى أبداً إلا بإنتهاء أنفاسى ! إنه لعجب من العجب ، إنه لإعجاز يفوق كل إعجاز .. ولو قدر لسعداء هذه الدنيا أن يلمحوا مجرد ظله لخرو فى الحال أمواتاً من الدهش’ ! . أيتها النجوم الساطعة فى كبد السماء ، أيها القمر اللامع أشهدكم جميعاً أنى لن أترك هذه المرأة حتى أضع فى جسدها روحاً مماثلاً لروحى ، فألهمونى كلاً ملتهباً يذيبها ، وكما تذوب الشمعة تحت أنفاسى .......
أيتها المرأة ، ألا فلتكن أصابعى قادرة على أن تصنعك من جديد ، وتطبعك بطابع جمال جديد لتصبحى بعدئذ وأنت تذرفين العبرات من الفرح اليوم فقط قد ولدت ، اليوم فقط رأيت النور !! " ) .

نعم إنها هى تلك الكلمات التى تجتاز قلبى ، هى تلك التى تحلم بها أى فتاه تبحث عن شاب لتستكمل معه حياتها . فبتلك الكلمات لا أريد سوى أن أجعلها ملكه من ملكات المجالس ، ممن جاءت أخبارهن فى التواريخ .
إن المرأة ، هذه الزهرة السماوية فى أن لتتفتح أكمامها مجرد تساقط لفظ " الحب " مهما يحمل هذا الثوب الذى يتخذه الحب ومهما تكن غاية ومرامية .